الفرق بين التكفير بالمصائب وحصول الثواب بها
نرجع إلى مسألة أخرى، وهي مسألة التفريق بين الصبر وحصول الثواب على المصيبة وبين التكفير، وهذه مسألة قد أشرنا إليها، فبعض الناس قد يورد الآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه وتعالى يأجر المصاب مستدلاً بها على تكفير الخطايا، وليس ذلك لازماً بالضرورة، فالصبر شيء والمصيبة شيء آخر، والمصيبة تقع ويتبعها الصبر أو التسخط، فإذا صبر العبد فإنه يؤجر على الصبر، فإذا أجر على الصبر وازن ذلك ما كان قد فعله من السيئات، فيكفر الله عنه ويغفر الله له به، أما أن الله يكفر بنفس المصيبة ما فعله العبد فهذا هو المعنى الأول الذي دلت عليه بعض الأحاديث التي ذكرناها سابقاً، لكن التكفير لازم للأجر، أي: من أصيب فصبر فهو -بإذن الله تعالى- مأجور، فكل نص جاء في أجر الصابر المحتسب دليل أيضاً على أن من فضل الله عليه أن يحط خطاياه ويرفع درجته، لكن هذا من لازم الأجر وليس نصاً فيه، أما ما كان نصاً فقد ذكرناه سابقاً.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.